2021/11/04 | 0 | 5175
رسالة عيثانية جبرانية .
مقدّمة :
من الرسائل التي اعتاد الكبار في الأحساء تبادلها ، رسائل شكر التعزية سواء رد رسالة على رسالة أم حتى أحيانا ازجاء الشّكر للمعزي .
الرسالة :
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة شيخنا و عمادنا العالم الفاضل الكامل شيخ محمد نخبة المرحوم شيخ محمد علي بن جبران .
إنّ أبهى ما يفتح به البيان و أسنى ما ينطق به على سلتات اللّسان ،و أجمل ما يرسمه اليراع على صفحات الطّروس ، مما نفثت به راقيات النّفوس بعد حمد الله تعالى و الشّكر على آلائه و الرّضا على قضائه و الصّلاة و السّلام على أشرف خلقه و سيّد أنبيائه محمد صلّى الله عليه و آله و سيّد أوصيائه و عترته المعصومين حجج الرّحمن و علل الأكوان ، ما دام الجديدان يتعاقبان ، تسليمات رائقة ، و تحيّات فائقة ، و ثناء وافر و دعاء متكاثر ، يهدى و يتحف إلى ذي الشّرف الأصيل و المجد الأثيل المرتدي بحلية الكمال و الرّاقي فوق أوج العزّ و الجلال .، العالم الأزهر و النّور الأبهر أعني به ( [1] ) لازال مؤيدا بتأييدات الملك المنّان ، و محروساً بعين الرّحمن بحق محمد و آله سادات الإنس و الجانّ .
بعد إبلاغكم جزيل السّلام و الثّناء و إتحافكم أوفر التحيّات و الدّعاء قد اكتحلت نواظرنا بمشرّفكم الشّريف ، و ما تعطّفتم به من التّاّسّف و التّسلّي و الحزن للفقيد نسئل الله تعالى أن يديم وجودكم و يطيل أعماركم و يبقيكم في أتمّ السّرور و العافية و يكحلنا بطلعتكم عند الأئمة المعصومين إنّه قريب مجيب و السّلام عليكم مع إبلاغ سلامنا حاجي علي بن حسين و إخوانه و الجماعة كافّة كما منّا الجماعة ينهون إليكم وافر السلام محبكم الأقلّ علي بن شيخ محمد بن عيثان . 13 ذو الحج .
المرسل هو :
سماحة الفقيه الكبير الشّيخ علي نجل المرجع الشّيخ محمد بن الشّيخ عبدالله بن الشّيخ علي بن الشيخ أحمد العيثان ، و والدته فاطمة[2] بنت الوجيه الحاج الشيخ عبدالمحسن بن الشيخ عيسى[3] اللّويمي ، ولد في القارة عام 1318هـ و نشأ في بيت علم وأدب في ظلّ والده المرجع الكبير ، و والدته سليلة الأسرة العلميّة و تلقّى علومه الأولّية في الأحساء، ثم هاجر إلى النّجف الأشرف 1335هـ ، برفقه أخيه الأكبر الشّيخ حسن ( ت 1367هـ ) و تدرّج في سلالم الفقه و الأصول على مشاهير أساتذتها كالشيخ محمد رضا الشيخ هادي آل كاشف الغطاء ( ت 1366هـ ) ، و الميرزا ضياء الدين العراقي ( ت 1361هـ ) ، ثم انتقل إلى كربلاء حيث لازم دروس كل من السيّد ميرزا مهدي الشيرازي ( ت 1380هـ ) و السيّد محمد هادي الميلاني ( ت 1395هـ ) و الشّيخ محمد رضا بن الشّيخ محمد تقي الأصفهاني ( ت 1392هـ ) و كانت كربلاء متقرّه و موضع درسه و اشتهر رحمه الله بالعفّة و الزهد و الميل للبساطة و رفض التصدي للمرجعية الدينيةّ .
و توفي رحمه الله في كربلاء المقدّسة عام 19 محرّم عام 1401هـ .
و أقيمت الفواتح في الأحساء و كربلاء و الكويت على روحه
هو المرسل إليه :
الشيخ محمد بن الشيخ محمد علي بن الشيخ محمد بن أحمد بن حسن بن حسين بن محمد بن حسن بن علي بن حسين بن محمد بن جمعة الجبران ، من مواليد البطاليّة عام 1323هـ ، و الشيخ محمد سليل أسرة علمية شملت خمس أجيال و الشيخ محمد حلقة من تلك الحلقات المتّصلة فلا عجب أن يسلك هذا لنهج فبدأ مشواره التّعليمي على يدي والده ( ت 1339هـ ) ثم هاجر إلى النّجف الأشرف و بقي فيها حوالي عشر سنوات امتدت على طول الأربعينيات الهجرية من القرن المنصرم ، ثم قفل راجعا للأحساء و أكمل دراسته على السيد ناصر السلمان ( ت 1358هـ ) وـ إضافة لقيامه بمهام طالب العلم من كإقامة الجماعة في البطالية و في المنصورة و الجفر و الساباط لأيام معيّنة من الأسبوع ، كما كان يقيم الجماعة في المسجد الفوقي بالبطالية و الذي كان قريبا من داره في البطالية و بعد انتقاله للمبرّز صار يقيم الجماعة بالمسجد الشرقي بالشعبة أو المسجد القبلي في حال غياب إماميه السيد هاشم السيد حسين العلي و السيد هاشم السيد محمد العلي ، كما كان يجري عقود الأنكحة و توثيق الوصايا و غيرها من المهام .
كما كان بينه و بين الشيخ محمد رضا آل ياسين مراسلات
كما خلّف بعض المؤلفات منها :
* تعليقات على كتاب الكفاية .
* حاشية على كتاب شرح تجريد الاعتقاد لنصير الدين الطوسي ( ت 672هـ ) .
* رسالة في الردّ على كتاب ( تبديد الظلام و تنبيه النّيام ) .
توفي رحمه الله يوم الأحد الثامن من ذي الحجة عام 1394هـ ، دفن في مقبرة الشعبة بالمبرّز
المقصود هنا بالحاج علي بن حسين هو الوجيه الحاج علي بن حسين بن عبدالمحسن بن محمد بن أحمد بن عبدالحميد بن الشيخ سليمان الحاجي البلادي ، من وجهاء الأحساء و تولّى عموديّة [4]البطاليّة حوالي 11 عام من 1347هـ إلى أن تنال عنها عام 1358هـ ، حيث هاجر إلى العراق و جاور مستقرا حتى وفاته عام 1388هـ كان ذا شخصيّة حازمة و سلطات موسّعة شأن أغلب العمد في تلك الفترة حيث اتخذ توقيفا لأرباب المخالفات النظامية ، كما أنّ صاحب أياد بيضاء على طلبة العلم و ربّ مجلس مفتوح لاستقبال ذوي الحاجات و الضيوف . و كانت له زوجتان الأولى هي فاطمة بنت حاجي الحاجي و أنجب منها
1 حجّية بنت علي بن حسين الحاجي ( والدة الشيخ علي المسبّح ) *
2- مكّيّة بنت علي بن حسين الحاجي (حرم حسين علي العبدالله الحاجي ) .
3 – مريم بنت بنت علي بن حسين ( حرم عبدالله بن علي العبدالله الحاجي )
و من زوجته الثانية حجيّة بنت أبي يحيى الهبدان فأنجب منها ابنته فاطمة بنت علي بن حسين الحاجي حرم الحاج أحمد الحاجي .
تاريخ الرّسالة : ورد في 13 من ذي الحجّ لكنه من الواضح انّه عام 1367 لأن الرسّالة هي في الأصل رسالة جوابيّة لردّ التّعزية في أخيه الأكبر الشيخ حسن بن الشيخ محمد العيثان رحمه الله و الذي توفي في كربلاء المقدّسة في 14 من ذي القعدة في ذلك العام .
و قد أشرت في أكثر من رسالة سابقة مشتركة للشيخ حسن الشيخ علي العيثان لذلك النمط الكتابي الذي كان سائدا لدى المنشئين الأحسائيين و الذي استمرّ عقودا طويلة و يرشح فيها المحسّنات البديعية و البيانيّة و تظهر فيها أنفاس مدرسة الشيخ الأوحد أعلى الله درجته و التي تأثرت بها المنطقة في أبعاد كثيرة منها البعد الأدبي .
مراجع و إفادات :
ماضي القارة و حاضرها ( الأستاذ أحمد بن معتوق العيثان ) . شمس الشموس ( الأستاذ أحمد بن عبدالمحسن البدر )
إفادات مكتوبة و شفويّة :
م حسن الجبران م مصطفى محسن الحاجي . الأستاذ عدنان بن محمد بن عمران الحاجي الحاج محمد الزهر اليوسف م /عدنان بن احمد الحاجي
[1] أراد الشيخ في بيانه أن يتوقف لكنه استرسل
[2]والدة الشيخ هي ابنة الوجيه الحاج عبدالمحسن اللويمي و والده هو الشيخ عيسى أخو المرجع الديني الشيخ عبدالمحسن اللويمي من أهالي البطاليّة ’ و الذي ارتحل منها إلى سيرجان في إيران و توفي هناك . عام 1245هـ ( إفادة من استاذنا المؤرّخ الأستاذ أحمد البدر )
[3]
[4] تعاقب عدد من العمد من هذه الأسرة الكريمة على عمودية البطاليّة منهم حاجي بن علي بن محمد حسن الحاجي ما بين 1295هـ إلى 1334 هـ ، ثم ابنه علي بن حاجي الحاجي ما بين 1334هـ إلى عام 1347هـ ثم علي بن حسين من عام 1347 إلى عام 1358هـ ثم عمران بن حاجي الحاجي ما بين 1358هـ إلى عام 1369هـ ثم حسين بن علي بن حاجي الحاجي ما بين 1369 إلى عام 1377هـ ثم عبدالله بن علي بن إبراهيم الحاجي ما بين 1380 إلى عام 1382 خلفا لإبراهيم بن حسين المسبّح ثم عبدالحميد بن حسن بن عبدالمحسن الحاجي من عام 1382 حتى وفاته عام 1384هـ ، ثم علي بن حسن بن علي بن عبدالمحسن الحاجي من عام 1384هـ إلى عام 1390 هـ .
جديد الموقع
- 2024-08-02 دار الرحمة توقع مذكرة تعاون مع أمانة الأحساء ومؤسسة إكرام الموتى بالرياض
- 2024-08-02 بذكرك لهجاً على خطى السجاد (ع)
- 2024-08-02 الإكتئاب أثناء الحمل مرتبط بارتفاع هرمون الكورتيزول في شعر الأطفال الدارجين مما قد يسبب مشكلات صحية للطفل
- 2024-08-02 تشخيص أنواع مختلفة من الخرف باستخدام الذكاء الاصطناعي أصبح ممكنًا الآن
- 2024-08-02 استراتيجية جديدة للتعامل مع التوتر العاطفي
- 2024-08-02 التاريخ يشكل مادة خصبة للأدب
- 2024-08-02 سوء إخراج الكتب يؤثر سلبا في تسويقها
- 2024-08-02 25 لوحة ترصد تاريخ الأحساء قبل 100 عام
- 2024-08-02 اشرب من الچـوچـب
- 2024-08-01 نبتة الغاف الأحمر والسعودية الخضراء.